بدأت شركة OpenAI مؤخراً في تدريب الجيل القادم من نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن يحمل النموذج الجديد اسم GPT-5. ووصفت الشركة في بيانٍ رسمي، نموذجها الذكي المرتقب بـ"النموذج الفائق القادم"، مشيرة إلى أن القدرات التي سيتضمّنها النموذج المنتظر إطلاقه قريباً، ستتفوق بشكل كبير على قدرات نموذجها الرائد GPT-4. وكشفت الشركة، في منتصف مايو الماضي، عن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد GPT-4O، وهو إصدار مماثل لنموذج GPT-4، لكنه يأتي بقدرات أكثر تطوراً في معالجة النصوص والصوت والمواد المرئية.
وعلى مدار العامين الماضيين، عملت الشركة بشكل مكثف على تطوير القدرات، وكذلك أداء نماذجها الذكية.
ويغير النموذج من طريقة التفاعل بين الإنسان والحاسوب، من خلال تزويد ChatGPT بقدرات متطورة في التعامل مع النصوص المكتوبة والأوامر الصوتية، وكذلك فهم وإدراك ما تراه كاميرا الهواتف الذكية. كما زودت الشركة نموذجها بأساليب مبتكرة لفهم الأصوات المتداخلة لمجموعة متحدثين بلغات مختلفة، والترجمة المباشرة بينها وطريقة فهم نبرة الأصوات، وكذلك القدرة على تحليل ملامح الوجوه وفهم المشاعر من خلالها.
خطوة مصيرية
كما أن دخول OpenAI مرحلة تدريب "النموذج الفائق" القادم يُعد خطوة مصيرية، لأن مؤسس ومدير الشركة سام ألتمان، أكد في حوار سابق مع صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن نموذج GPT-5 يحتاج إلى كم ضخم من البيانات لتدريبه، وهو ما يساهم في الانتقال بإمكانيات الذكاء الاصطناعي إلى مستوى جديد كلياً.
يُذكر مطورة ChatGPT، عقدت منذ العام الماضي وحتى الآن، شراكات مع 9 مؤسسات ومنصات ضخمة، ما يسمح لها بالوصول إلى قاعدة بيانات عملاقة من المحتوى المتنوع بين الصور والفيديوهات والنصوص، وهو ما يساعدها على تدريب نماذجها الذكية المختلفة، لتصبح أكثر تمكناً في إنتاج أشكال المحتوى المختلفة. ومن بين المؤسسات التي عقدت OpenAI شراكات معها، "نيوز كورب"، مالكة صحيفة "وول ستريت جورنال" وأكثر من 12 وسيلة إعلامية أخرى، وأيضاً منصة "شاتر ستوك" للصور، ووكالة "أسوشيتد برس"، ومنصة "ريديت".
وفي حوار له مع المحاور الشهير ليكس فريدمان، كشف ألتمان عن أن OpenAI تستعد هذا العام لإطلاق نموذج ذكي مبهر، ولكن قبل إطلاقه، تحتاج الشركة لتقديم عدد من التحديثات الجديدة أولاً، ما يؤكد أن GPT-4o إحداها، وقد نشهد وصول مزايا جديدة قبل وصولنا إلى "النموذج الفائق" المنتظر.
الشرق